في رحاب الحيّ الثقافي" كتارا" بالدوحة، تقع قبة الثريا الفلكية، التي شيدت في نهاية عام 2018، لتكون أول قبة فلكية ثابتة في قطر، وتعتبر من الأكبر والأحدث تكنولوجياً على مستوى المنطقة، إذ تحتوي تقنيات رقمية حديثة، وتقدم عروضاً ثنائية وثلاثية الأبعاد، وتتميز القبة الفلكية بعروض ثنائية (2D) وثلاثية الأبعاد (3D) وكل ذلك مدعم بنظام صوتي ومؤثرات تفاعلية عالية الجودة، تقدم للزوار تجربة فريدة لمشاهدة عجائب الكون.
تمتد شاشة القبة بعرض 22 متراً، ويدعم عروضها عدد من أجهزة العرض الرقمية الحديثة، التي تولد مشاهد بانورامية للفضاء وتعرض النجوم والمجرات، وكذلك المذنبات وعناصر النظام الشمسي.
استقطبت القبة منذ افتتاحها حتى الآن نحو 40 ألف زائر، معظمهم من الطلاب، وتتسع لحوالي 200 شخص ، من بين الدوافع التي شجعت المؤسسة العامة للحيّ الثقافي "كتارا" على بناء هذه القبة الفلكية، تلك العلاقة التي ظلت منذ القدم تجمع العالم الإسلامي بالأجرام السماوية، إذ إِنَّ إِسهامات العرب والمسلمين في تطور علم الفلك لا تخفى على أحد. وتهدف القبة إِلى تشجيع المواطنين القطريين والمقيمين وحثهم على الاهتمام بهذا الإرث الحضاري، وغرس "كتارا" حبّ الاستطلاع العلمي في نفوس الأطفال، ما يساهم فِي إعداد الجيل المقبل من العلماء والمهندسين، فرواد الملاحة البحرية العرب جابوا بحار العالم بالاستعانة بالنجوم التي كانوا يتقنون حركتها ودلالات ظهورها واختفائها، وكثير من النجوم ما زالت حتى الآن تحمل أسماء عربية، وهذا مما تروج له قبة الثريا الفلكية من خلال المعروضات في أروقتها.
يحتوي نظام التشغيل الخاص بالقبة "ديجيستار" عدداً من المميزات الحديثة، ويتمتع بقدرة فائقة على معالجة الرسوم ثلاثية الأبعاد مباشرة باستخدام برنامج متطور، مما يجعل القبة بأكملها بيئة ثلاثية الأبعاد عند دمجها مع شاشة القبة الكاملة. ويضع البرنامج المختص بتشغيل القبة كمية هائلة من البيانات الفلكية بطرق متنوعة تجمع الكواكب والشمس، والأبراج الفلكية، والأجسام المعتمة، والعروض الفلكية، والأفلام القصيرة وغيرها.
ويوجد متحف مصاحب للقبة يشمل المجسمات الفلكية كمجسم للقمر يحكي قصة انشقاق القمر الإسلامية، وعدداً من المجسمات لكواكب المجموعة الشمسية داخل المبنى بأحجامها المختلفة وبعض أقمار الكواكب، بالإضافة إلى الكراسي التي تمثل أشكال النيازك، وبدلات لرواد الفضاء. ويحوي النظام مجموعة من المناظير الفلكية الخاصة برصد الشمس، والمجموعة الشمسية مع عدد من آلات التصوير الفلكية التخصصية.
أبرز الفعاليات التي نظمتها قبة الثريا وشاركت فيها: ترجمة عدد من الأفلام الفلكية الى اللغة الهندية، بمناسبة العام الثقافي قطر - الهند 2018. و2019، ترجمة أفلام فلكية إلى اللغة الفرنسية، في العام الثقافي قطر - فرنسا ،تنظيم ورشات فلكية بالتعاون مع السفارة الفرنسية في قطر ومع مدينة الفضاء بتولوز بفرنسا، و رصد كسوف الشمس في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2019 إذ حظيت الفعالية بمتابعة جمهور غفير وصل إلى 800 شخص من مختلف الفئات العمرية، جاؤوا إلى قبة الثريا لمتابعة هذه الظاهرة الفلكية ورصدها عبر مناظير متنوعة بمواصفات علمية عالية، بالإضافة إلى توفير نظارات خاصة وتوزيعها على الحضور. كذلك، شاركت القبة في العديد من الفعاليات والأنشطة ذات الصلة بالظواهر الفلكية وعلم الفلك.